في 21 سبتمبر/أيلول من كلّ سنة، يحتفل العالم باليوم العالمي للسلام. وقد خصّصت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم لتعزيز قيم السلام من خلال الامتناع عن ممارسة العنف والتوقف عن إطلاق النار خلال 24 ساعة كاملة.

وفي هذا الصدد، قال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، "إننا أحوج إلى السلام من أي وقت مضى، فالحرب والنزاع يتسببان بالدمار والفقر والجوع وتشريد مئات الملايين من منازلهم. وقد أحاطتنا الفوضى من كلّ حدب وصوب. وحتى البلدان المسالمة، فإنها تئن تحت وطأة عدم المساواة والانقسامات السياسية."

وفي 12 يوليو/تموز 2023، وقع FIFA ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على مذكرة تفاهم لتطوير علاقة العمل الطويلة الأمد بين المنظمتين. وبموجب مذكرة التفاهم المبرمة بين FIFA ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تعمل المنظمتان عن كثب مع الأشخاص المبعدين قسراً من منازلهم، وتساعدان على تعزيز المجتمعات من خلال ممارسة رياضة كرة القدم والتعليم وغيرها من الفرص.

وجرت مراسم التوقيع في مدينة جنيف السويسرية تحت إشراف رئيس FIFA جاني إنفانتينو وفيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حيث أعلن الاثنان عن التزامهما بهذه العلاقة الطويلة الأمد واستخدام القوة التي تمنحها كرة القدم للتأثير إيجاباً على المجتمعات حول العالم، تماشياً مع ما تنص عليه رؤية رئيس FIFA.

وفي حفل التوقيع، الذي أقيم قبل 8 أيام من انطلاق بطولة كأس العالم للسيدات FIFA أستراليا ونيوزيلندا 2023™، تعهد الطرفان بتفعيل بنود الشراكة على الفور. وقد استغلت المنظمتان البطولة لحثّ مجتمع كرة القدم على الاتحاد من أجل السلام. وخلال مرحلة ثمن النهائي، دعيت قائدات المنتخبات لارتداء شارات ذراع تروّج لهذه القضية، كما عُرضت رسائل توعوية على اللوحات الإعلانية المحيطة بأرضية الملعب وعلى الشاشات الكبيرة الموزعة في الملعب وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، لتصل إلى كلّ العالم وتروّج لهذه الرسالة البالغة الأهمية. وأثناء البطولة، دعيت مجموعة من 40 لاجئاً فرّوا من مختلف أنحاء العالم، لمشاهدة مباراة في ملبورن/نارم، المدينة التي أصبحت منزلاً لهم.

استمتع أفراد المجموعة المدعوَّة بجولة في جميع أنحاء الملعب قبل مباراة دور الستة عشر بين كولومبيا وجامايكا، والتقطوا صوراً تذكارية أثناء الحفل الذي سبق صافرة البداية وأقيم ضمن حملة الاتحاد من أجل السلام، كما زاروا غرف ملابس اللاعبات ومناطق المنافسة - بما في ذلك نفق خروج اللاعبات والمناطق المخصَّصة لوسائل الإعلام - وقدّموا هدية للمنتخبين وحكام المباراة، وكانت عبارةً عن "كرات الأحلام" التي صمّمها جيرالد تحت إشراف المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وهو لاجئ كاميروني شاب يقطن حالياً بإيطاليا.

بعد هروبهم من الحرب، شارك أفراد المجموعة القادمين من أفغانستان وسوريا وميانمار وأوكرانيا برفقة ممثلين من FIFA ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بيوم رياضي، حيث جمعهم شغفهم وحبهم للرياضة. وكانت من بينهم لاعبات من المنتخب الوطني لسيدات أفغانستان، وأكاديمية الأمل الأسترالية لكرة القدم، بالإضافة إلى بعض العائلات التي ساهم FIFA في إجلائها من أفغانستان.

تدعم منظمة FIFA المشاريع المحلية لاستخدام تأثير رياضة كرة القدم لخلق تغيير اجتماعي والتطرق إلى التحديات العالمية الملحة التي تواجه الأطفال والشباب المحرومين في مختلف أنحاء العالم. ومن خلال برنامجه المجتمعي، يتفاعل FIFA مع المنظمات غير الربحية عبر مجموعة من المبادرات التي تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مثل الصحة الجيدة، والرفاه، والتعليم الجيد، والمساواة بين الجنسين، ودعم المجتمعات الفقيرة، والتخفيف من عدم المساواة، والسلام، والعدالة، والمؤسسات القوية، بالإضافة إلى تعزيز العمل اللائق والنمو الاقتصادي.

في عام 2023، دعم برنامج المجتمع التابع لمؤسسة FIFA ما يعادل 114 منظمة في مشاريع وفعاليات ومبادرات على مدار العام؛ بما في ذلك العديد ممن يستخدمون كرة القدم لحماية اللاجئين وتنميتهم وإدماجهم - وتعزيز السلام والقبول داخل المجتمعات التي يعملون فيها.